يوم دراسي
النّظام التّربوي والأمن اللّغوي في الجزائــر

     يهدف النّظام التربوي في كلّ أمّة إلى تحقيق جملة من الأهداف أبرزها التّطور العلمي والرخاء الاقتصادي، والتّماسك الاجتماعي والازدهار الثقافي، ولا يتم ذلك، كما يرى كثير من الدارسين إلا بلغة المجتمع، ولسان الأمة. ومن هنا كان لزاما استجلاء العلاقة الوطيدة بين النّظام التربوي والأمن اللّغوي في يوم دراسي، وقد تمّ الاقتصار على حالة الجزائر نظرا لخصوصية هذه الحالة، ماضيا وراهنا.
لقد مرّت الجزائر في تاريخها الحديث بفترة استعمارية مظلمة، حاول فيها الاستعمار تدمير ثقافة الشّعب الجزائري، ومحو لغته، ومسخ هويته، مما نتج عنه، بعد الاستقلال، واقع لغوي غير طبيعي، مازالت بعض آثاره باقية إلى الآن، ويتمثّل في الصّراع بين العربية والفرنسية في التداول اللّغوي في الإدارة والتعليم، أضف إلى ذلك وجود اللّغة الأمازيغية التي يتداولها جزء من المجتمع الجزائري.
إنّ هذا الواقع اللّغوي المركب يتطلّب نقاشا علميا مسؤولا لضمان المستقبل اللّغوي السليم للأجيال القادمة، كما أنّ ضعف التّحصيل اللّغوي لتلاميذ وطلاب المنظومة التعليمية في الجزائر وطغيان اللّغة الهجينة على ألسنة المتعلّمين - خاصة في السنوات الأخيرة- يعدّ أمرا مقلقا يدعو إلى مراجعة البرامج الدّراسية والطرائق التعليمية، وتكوين المعلّمين والأساتذة، ونظام الامتحانات، والاستفادة من التّكنولوجيات الحديثة في اللّغة العربية الفصحى ونشرها.
إنّ الأمن اللّغوي جزء لا يتجزأ من الأمن السّياسي والأمن الاجتماعي للأمم والشّعوب وأوّل ميدان يساعد على ترسيخ هذا الأمن، هو ميدان التعليم والتربية، ففي حجرات المدرسة يتشبّع الطفل والشاب بجمال لغته، وعظمة ثقافته، وعراقة هويته، وتحقيقا لهذا الهدف الاستراتيجي النبيل جاءت فكرة هذا اليوم الدّراسي الذي يصادف اليوم العالمي للّغة الأم.

الأهداف

البرنامج - من تنظيم : مخبر الدّراسات اللّغوية

تاريخ الحدث : 24 فيفري 2025

كلية الآداب و اللغات
مخبر الدّراسات اللّغوية