شأت كلية الآداب في جامعة قسنطينة مع بروز النواة الأولى للتعليم العالي بقسنطينة في أواخر ستينيات القرن الماضي وكان نواتها الأولى فرع لقسم اللغة العربية تابع لجامعة الجزائر . ومن ثم فكليتنا من أعرق كليات جامعة الإخوة منتوري قسنطينة . وقد مرت بمراحل مختلفة و واكبت التقلبات التي عاشها التعليم العالي ، فبعد أن ظهرت إلى الوجود كلية الآداب والعلوم الإنسانية في مطلع السبعينيات ، أطل إصلاح 1971 الذي أعقبته هيكلة دوائر الكليات في صيغة معاهد منفصلة ، ثم دار الزمان دورته ، فعادت صيغة الكليات مع نهاية التسعينيات ، وانبثقت عن التنظيم الجديد لمؤسسات التعليم العالي كلية الآداب واللغات التي ضمت أولا ثلاثة أقسام : قسم اللغة العربية وآدابها ، قسم اللغات الأجنبية الحية ، وقسم الترجمة ، ثم انبثق لاحقا من قسم اللغات الأجنبية قسم اللغة الفرنسية وآدابها . وحين أعيدت هيكلة جامعة منتوري ـ قسنطينة وانبثقت عنها ثلاث جامعات منها ، جامعة الإخوة منتوري قسنطينة ، أعيدت تسمية أقسام الكلية الأربعة ، فأصبحت تسمياتها الرسمية هكذا : قسم الآداب واللغة العربية ، قسم الآداب واللغة الفرنسية ، قسم الآداب واللغة الإنقليزية ، قسم الترجمة . وكليتنا الآن أكبر كليات الجامعة من حيث عدد الطلبة على وجه الخصوص . أما من حيث محتوى ما تقدمه أقسام الكلية من تكوين ، فهو ، على غرار ما هو موجود ، في الجامعات الوطنية كلها ، مرتكز على نظام ل م د ـ الذي كان قسم اللغة الإنقليزية سباقا إلى اعتماده ، ثم لحقه القسمان الآخران . على حين لم يلتحق به قسم الترجمة إلا هذه السنة ، وفي مرحلة الماستر ، دون مرحلة الليسانس . وتتطلع الكلية إلى مستقبل مشرق وتستشرف آفاقا واعدة بتوسيع نطاق اللغات التي تُدرس فيها ، وتنويع التخصصات وعروض التكوين في ظل متطلبات تنمية البلاد والتعاون والشراكة الأجنبية . ولا يتأتى ذلك إلا بتظافر جهود أعضاء هيئة التدريس جميعا وتفاعلهم الإيجابي مع مسعى الهيئات المسيرة للكلية وأقسامها للنهوض بالكلية والأداء البيداغوجي فيها ، وتجاوب الطلبة مع هذه الرغبة في ضمان تكوين نوعي يتيح لهم بمسار مهني يحقق تطلعاتهم وآمالهم .